أعرب عدد كبير من نشطاء الإنترنت عن إعجابهم الكبير برئيس الأوروغواي
خوسيه موخيكا بعد إعلانه عن استعداده لاستقبال 100 يتيم سوري ممن أجبروا
على اللجوء إلى البلدان المجاورة لسورية برفقة بالغ من ذويه، وذلك في منزله
الصيفي، وهو ما أفادت به المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
من جانبها تقول سيدة الأوروغواي الأولى إن "الرئيس كان يفكر في البداية
بالطلب من مجلس النواب الموافقة على هذه المبادرة، لكنه تجاوز ذلك واتخذ
القرار"، مشيرة إلى أن مبادرة خوسيه موخيكا تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى
ضرورة تحمله المسؤولية "تجاه الكارثة التي تعيشها سورية".
لكن التفاعل مع قرار الرئيس موخيكا الذي يوصف بأنه أفقر رئيس دولة في
العالم، لم يقتصر على الإشادة به، إذ دعا كثير من النشطاء زعماء العالم إلى
الاقتداء بهذا الرئيس الذي لا يتردد في التعبير عن مواقفه وقراراته
الإنسانية، وإن كانت تشمل مواطنيه حتى قراره الأخير.
لكن بعض هؤلاء ذهب إلى أبعد من التعبير عن تقدير خوسيه موخيكا عبر توجيه
سهام الانتقادات القاسية إلى رؤساء لا يكترثون بما آلت إليه أوضاع اللاجئين
السوريين المأساوية.
يُذكر أن رئيس الأوروغواي يبقي على 10% فقط من راتبه الشهري البالغ قدره
12,5 ألف دولار أمريكي، ويتبرع بـ 90% منه لجمعيات خيرية، مشيرا إلى أن ما
يتبقى له يضمن له حياة كريمة، بل يجب أن يكفيه، انطلاقا من أن كثيرا من
مواطنيه يعيشون بأقل من ذلك.
يعيش خوسيه موخيكا في بيته الريفي بمزرعته وعلى نمط الحياة ذاته، ويرفض
الانتقال إلى القصر الرئاسي منذ أن فاز بالانتخابات قبل 4 سنوات "لأن
أغلبية الشعب الذي صوّت له من الفقراء"، معتبرا أنه يجب أن يعيش مثلهم وأنه
لا يحق له أن يعيش حياة مترفة.
كما يُشار إلى أن موخيكا، خلافا لنظرائه في مختلف دول العالم، لا يتمتع
بحراسة مشددة، وأنه يستضيف في قصره الرئاسي مشردين لا يجدون مأوى، وذلك في
إطار مساعدته للجهات المعنية بتوفير المأوى لهؤلاء، كما أنه يعتبر أن لا
مكان لمن يعشق المال في مجال السياسة.
ولد خوسيه موخيكا في 20 مايو/أيار 1935 وترأس وزارة الثروة الحيوانية
والزراعية والثروة السمكية في الفترة بين 2005 و2008، وتولى السلطة في 20
مارس/آذار 2010.
