السبت، 14 فبراير 2015

معادلة رياضية يمكنها أن تتنبأ بمدى سعادتك!




أراق الفلاسفة والكاتبين بحاراً من الحبر أثناء محاولتهم شرح أصل السعادة ومنشأها، ما هي السعادة؟ كيف نحققها ونصبح سعداء؟ هل سنعلم عندما تغمرنا السعادة التي ننشدها؟ هذه كلها وغيرها من الأسئلة المعقدة التي يطرحها معظم البشر تقريباً ووفقاً لفريق بحثي من جامعة لندن فكل ما تحتاج معرفته عن السعادة يتلخص في هذه المعادلة:



ما تراه في الأعلى هي معادلة رياضية للسعادة، ولكن قبل أن تقوم بإلغاء كافة خططك لتحقيق السعادة يجب أن تعلم ان هذه المعادلة لا تفسر مستوى رضاك العام عن حياتك ولكن يمكنها أن تتوقع كيفية تقلب مستوى سعادتك عند فوزك أو خسارتك في لعبة مثلاً، بإستخدام هذه المعادلة إكتشف الباحثون أن السعادة اللحظية أو الخاطفة تميل لأن تصبح أكبر ليس عندما يسير كل شئ على ما يرام ولكن عندما تكون النتائج فوق المتوقع.

السعادة أسهل مما تتوقع 

إستعان الباحثون بـ21 فرداً في البداية لبناء معادلتهم حيث بدأ المتطوعين بلعب لعبة قمار بمستويات مختلفة من المخاطرة التي تتضمن ربح مبالغ نقدية أو خسارتها وبعد كل جولة يقوم اللاعبون بتقييم مستوى سعادتهم على مقياس من 0 إلى 10 ويقوم الباحثون بمقارنة تقييمهم هذا مع النشاط الدماغي في الجزء المسؤول عن السعادة في المخ.

لاحظ الباحثون أن “التوقعات” لها دور حاسم في تحديد السعادة اللحظية، على سبيل المثال، عندما يفوز أحد المشاركين في الدراسة بلا شئ مقابل دولارين كان يتوقعهما في حالة الفوز ينخفض مستوى سعادتهم حسب التقييم الذي يقدموه بعد كل جولة والنشاط الدماغي الذي يقيه الباحثون وفي الحالة الاخرى في حالة عدم الفوز بشئ بدلا من خسارة دولارين كان من المتوقع خسارتهم يصبح المشاركون أكثر سعادة.

من الواقع الحياة نجد امثلة كثيرة مشابهه، مثلاً لو أخبرتك شركة الطيران أن رحلتك ستتأخر لمدة 5 ساعات وبعد الإنتظار لمدة ساعة واحدة أخبروك مجدداً أن رحلتك جاهزة للإقلاع ستشعر بسعادة كبيرة جداً لأنك كنت تتوقع ان تنتظر 4 ساعات اخرى. لذلك يرى الباحثون أن السعادة لا تتعلق بالعائد المادي أو الملموس ولكنها تتعلق بتجاوز التوقعات وتفاوتها.

وماذا الأن ؟

بعد بناء معادلتهم قام الباحثون بإختبارها على 18000 شخص وتوقعت المعادلة بشكل صحيح التغييرات في مستوى السعادة لكل شخص أثناء التعرض لحالات الربح أو الخسارة وقاموا بنشر ورقة بحثية بتفاصيل عملها منذ عدة أيام. على كل حال بالرغم من أن تقليل مستوى التوقعات يزيد من إحتمال تحقيق السعادة يرى الباحثون أن توقع الأسوأ ليس أفضل منهج يمكننا إتباعه لتحقيق السعادة لأنك في هذه الحالة ستعاني كثيراً أثناء إنتظار حدوث شئ أفضل بخلاف توقعاتك التي هي في هذه الحلة وسيلة تخدع بها نفسك.

بالطبع قد تكون هذه المعادلة شيئاً يذكر في المجالات العلمية والبحثية ولكننا نعلم ونؤمن جميعاً أن السعادة قد لا تحتاج معادلات رياضية لشرحها فهو أمر فطري خالص لدى كل البشر، في الواقع الشعور بالرضا هو ما يحقق السعادة التامة لأي إنسان والسؤال الحقيقي هو كيف نشعر بالرضا؟ وعند الإجابة ستفترق الطرق وسيسلك كل منا طريقة الخاص الذي يشعره بالرضا والسعادة، أخبرونا في التعليقات ما الذي قد يشعركم بالرضا ويقودكم للسعادة الحقيقية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رب هب لي هدى/ الشيخ سيد النقشبندي

رب هب لي هدى وأطلق لساني *  وأنر خاطري وثبت جناني أنت قصدي وغايتي ورجائي *  مالك الملك مبدع الأكوان يا جلالاً عم الوجود بلطف  * وسلام ورحمة ...